تتزاحم ذكرى الكثير من الاحداث الكبيرة والمهمة التي مرت على البشرية في ايّام رمضان المبارك. ففضلا عن الاحداث المثبتة حدوثها في ايّام رمضان، هناك احداث اخرى كثيرة يرجح حدوثها في أيامه.
ففي رمضان المبارك نزل القرآن الكريم. وأيامه كانت ساحة لنزول الصحف على النبي إبراهيم وإدريس ، ونزول الألواح على النبي نوح، ونزول الزبورعلى النبي داوود، ونزول الإنجيل على النبي عيسى، على نبينا وعليهم أفضل الصلاة و السلام.
وشهد رمضان ميلاد نبي الله زكريا، والنبي سليمان، والسيدة مريم بنت عمران ورفع نبي الله عيسى إلى السماء، ووفاة النبي موسى والنبي يوشع بن نون .
وكان رمضان مسرحا للكثيرمن الأحداث الإسلامية ، ففيه أمرالنبي محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بتجهيز جيش أسامة، وبه كانت غزوة النهروان، وغزوة بدرالكبرى، وغزوة تبوك، وفيه خرج النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وفتح مكة ، وفيه فتحت خيبر.
وبه توفيت أمهات المؤمنين خديجة وعائشة ـ رضي الله عنهما ـ وفيه استشهد الإمام علي – عليه السلام -، وفيه ولد أول حفيد للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم-، وفيه آخى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين المهاجرين والأنصار وبه فرضت زكاة الفطر.
شهر تزدحم فيه كل هذه الاحداث لابد وأن يكون له قيمة كبيرة عند الخالق والمشرع وفي نفوس كل البشر.
ولو ان كل منا خصص من وقته ما يكفي ليستلهم من بعض تلك الاحداث الدروس والعبر وسعى محاولا لفهم ما تعنيه ودلالاتها ، لازدحمت أيامه ولياليه وسيكون ما هو متاح له من الاوقات في رمضان قصيرة لاستيعاب كل ذلك . فلذلك تكثر تجمعات الذكر التي تقام خلال ليال رمضان في المساجد والمجالس. وتكون تلك المجالس محطات لاستحضار بعضا من مخزون رمضان الاسلامي والتاريخي والديني.
ولكن للاسف، صار بديهيا مند اكثر من ٢٠ عاما، وجود ما يطرح لينافس هذه الايام المباركة في معانيها وطبيعتها الروحية، لاستقطاب الناس في اماكن اخرى ان لم نقل تتناقض مع روح رمضان، فهي على اقل تقدير لا تعطيه مكانته المفترضة في نفوس المسلمين من قنوات واسواق واستعراض موائد.
رمضانكم موفق لاستقباله و قضائه بما يستحقه.
ا.د.فؤاد محمد السني
