مايسطرون
2023-01-29

ورحل الداعية صاحب القلب الكبير!

عيسى المزمومي

قبل سنة جاني اتصال من الزميل الصديق الإعلامي ومقدم البرامج في قناة اقرأ الاخ بندر الحربي وقال هناك من يريد السلام عليك؛ لم أتفاجأ أن يسلم علي بصوته الخافت الأخ عبد الله بانعمه ويسألني عن الحال والأبناء ودار بيننا حديث شائق عن أيام الحارة والشقاوة أبان إن كنت أدرس في ثانوية بدر المطورة!
عبد الله بانعمه بحكم أنه يسكن في حينا السكني “البوادي” كان والده -رحمه الله- تعالى أشهر صاحب محل فول في الحارة وكان يرتبط بكل من حوله بعلاقات وثيقة أبان إن كان في المرحلة الثانوية ولكن قدر الله عليه أن يقفز من ارتفاع كبير في مسبح أحد الشاليهات في جدة ويكون سقوطه على الرأس في المسبح المنخفض مما تسبب له في شلل رباعي!
كان عبد الله -رحمه الله- تعالى مثالاً المؤمن المحتسب الراضي بقضاء الله وقدره ووقفت والدته بجانبه بعد إصابته بالشلل وتحول خلال فترة مرضه إلى داعية إسلامي يؤثر على الشباب بكلماته التوعوية الممزوجة بالفكاهة والمعلومات العامة والنصائح التي تواصل للتسامح والأخلاق الحميدة والتواضع والطيبة ومكارم الأخلاق!
كل من عرف عبد الله يدرك أنه محبوب جدآ بل إن الاخ بندر الحربي يقول إنه نسق مع مشرفين في احد اقسام أرامكو السعودية في جدة من أجل محاضرة توعوية وبمجرد الإعلان عن محاضرة للشباب يقدمها الداعية بانعمه حتى امتلأت الصالة عن بكرة أبيها بالشباب الذي أتى وهو على يقين أن عبدالله لديه مايقدمه من علم نافع ونصائح تقدم له مايفيده في الحياة كون تجربة المقدم مؤثرة خلال مرضه الذي تعرض له “الشلل الرباعي” و-سبحان الله- حول محنته إلى منحه لكي يستفيد الجميع من تجاربه في الحياة وتجربته مع المرض وتخطى الصعاب وقدرته على التأثير على الكثير من الشباب من خلال المحاضرات والدروس التي يقدمها حيث كان منزل والده عامرا بالزوار من مختلف مناطق المملكة محبة لإنسان يحب الجميع في الله ويقدم نموذجاً لشاب سعودي لم يعجزه المرض عن أن يواصل رحلته في العلم والمعارف وتقديم النصيحة بأسلوب رشيق وفكاهي!
رحم الله الشيخ عبدالله بانعمه واسكنه فسيح جناته واعتقد أن الواجب على أصدقائه ومعارفه توثيق رحلته مع المرض والدعوة للدين الإسلامي المعتدل والوسطي وتقديمها للقراء الكرام في كتاب يستفيد الجميع من محتواه!
خروج:
اثبت بانعمه أن الإعاقة إعاقة الفكر وليست إعاقة الجسد بدليل تأثر الكثير بالشباب من خلال رحلته الدعوية التي استمرت أكثر من ربع قرن !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى