
أَذَّنَ السِّبطُ
مُؤْذِنًا بالرَّواحِ
وسَرَى بالظُّعونِ .. قَبلَ الصّباحِ
كانَ والبَيتُ ..
في أجَلِّ طَوافٍ
خاشِعًا .. حُفَّ بِالوُجُوهِ الصِّباحِ
ونِياقُ الحَجيجِ ..
منْ كُلِّ فَجٍّ
قد تَوالَتْ على الرُّبَى والبِطاحِ
أَقبَلُوا
يَرقَبُونَ ” حَجَّ حُسَينٍ ”
وحُسَينٌ رَبُّ الهُدَى والفَلاحِ
فَهْوَ سِبطُ النَّبِيِّ ..
أكرمُ داعٍ
قِبلةُ الناسِ منْ جَميعِ النَواحِي
وَلِذا
انثالَتِ القوافِلُ .. تَتْرَى
تَقطَعُ البِيدَ بالرَّواحِ .. الرَّواحِ
وهُنا هاتِفٌ ..
يُجَلجِلُ .. لَكنْ
لِسِوَى ابنِ النبِيِّ .. غَيرُ مُتاحِ
يا حَبِيبي حُسينُ
دُونَكَ .. فاخْرُجْ !
قَبلَ فَتكِ الرَّدَى بِحَدِّ الصِّفاحِ
أزمَعُوا أنْ تُراقَ رُوحُكَ
غَدرًا
في طَوافٍ منَ العِدَى .. مُستَباحِ
فاستَوَى
يُسمِعُ الجُموعَ .. خِطابًا
واضِحًا .. كانَ كالشُموسِ الضّواحي
وتَلا كَربَلا
مَناسِكَ حَجٍّ
بَينَِ حِقدِ الظّّبا وغَدرِ الرماحِ
ويُجَلّي الطَوافَ ..
حَولَ خُدُورٍ
شُغِلَتْ بالبُكا .. وطّولِ النُّواحِ
ويُصَلِّي
على مَصارِعِ قَومٍ
يَتَهاوَونَ في الثَرَى كالأضاحِي
والرَّياحِينُ
من شَبابِ عليٍّ
قَلَّبَتْهُمْ هُناكَ هّوجُ الرِّياحِ
وصِغارٍ
بها السِّياطُ .. تَلَوّتْ
واستفاقَتْ على الظَما .. والجِراحِ
عاثَ فِيها الظَّما
وجَفَّ سِقاءٌ
فَوُرُودُ الفُراتِ غَيرُ مُباحِ
ونِساءٍ ..
على المِطَى .. نادِباتٍ
” بِدُمُوعٍ عَمَّا تُكِنُّ ..فِصاحِ ”
وانا المَصرَعُ الذي
لا يُضاهَى
يَومَ ألقَى الرًّدَى ” بِسهْمٍ مُتاحِ ”
وعلَى الرُّمحِ
حينَ يُرفَعُ رأسِي
ويَفورُ الثَرِى بحَرِّ جِراحِي
وتَجُولُ الخُيُولُ
تَسحَقُ جِسمِي
وعِظامي .. تَهُزُّ كُلُّ النَواحِي
حسين بن ملّا حسن آل جامع
في خروخ الإمام الحسين من مكة
٨ ذو الحجة ١٤٤٣ ه